الطفل عائل الأسرة‏..‏ في خطر

الاطفال الذين اتخذوا الشارع مأوي لهم عنوان دراسة بحثية أعدتها د‏.‏ نادية حليم ـ المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وعرضتها في المؤتمر السنوي الثامن والثلاثين للمركز الديموجرافي والذي عقد مؤخرا تحت عنوان قضايا السكان والتنمية‏..‏ الواقع والتحديات‏.‏

عرفت د‏.‏ نادية أطفال الشوارع بأنهم أطفال أقل من‏18‏ سنة دفعتهم أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية الي الشارع‏,‏ قد يحتفظون أو لا يحتفظون علي الاطلاق بعلاقات مع الاسرة ويمارسون انشطة تعينهم علي البقاء علي قيد الحياة قد تعرضهم للوقوع تحت طائلة القانون‏.‏

وأظهرت الدراسة ان الغالبية العظمي من هؤلاء الأطفال من أسر تحت خط الفقر‏,‏ كما ان قرار الخروج للشارع لم يكن فجائيا‏,‏ حيث يبدأ بقضاء الطفل عددا من الساعات تزيد مع الايام ثم يكون القرار النهائي بالبقاء في الشارع بصورة دائمة‏..‏

وكلما طالت فترة بقاء الطفل في الشارع أصبح اكثر خبرة وتمرسا بحياة الشارع واكثر تمسكا بها‏,‏ والاسباب التي تدفعهم لهذا كثيرة منها التمزق الأسري والزيجات غير المسئولة والعدد الكبير للأخوة والانتهاك البدني والنفسي والاهمال‏,‏ وقسوة الوالدين او زوج الأم او زوجة الأب وغيرها من أشكال القسوة والعنف‏..‏ فالادوار تنقلب‏,‏ فبدلا من ان يكون الاطفال مسئولين من اسرهم يجدون انفسهم وقد اصبحوا مسئولين عن اسرهم مما يولد لديهم صراعات نفسية كثيرة واشباعات غير متحققة واهدارا لحقوق يتمتع بها اطفال آخرون في مثل مراحلهم العمرية‏.‏

وأظهرت الدراسة ان غالبية الأسر ترفض عودة الطفل إليها والبعض يقبل لكن بشرط مساعدة الاسرة ماديا‏.‏

وأظهرت الدراسة أيضا ان المؤسسات العاملة في مجال أطفال الشوارع يعاني أغلبها نقصا في عدد الاخصائيين المؤهلين والمدربين للتعامل مع هذه الفئة‏,‏ أما د‏.‏ عبد الغني محمد عبد الغني مدير المركز الديموجرافي ورئيس المؤتمر فقال ان بقاء الطفل مع الأسرة أفضل الحلول لطفل الشارع وهي مقولة سليمة نظريا ولكنها غير عملية فعليا مالم تتغير الأسباب التي دفعت الطفل الي الشارع‏,‏ وطالب المشاركون في الندوة بضرورة سد المنابع المغذية لظاهرة أطفال الشوارع من خلال تفعيل قوانين التعليم الالزامي وعمالة الأطفال وتطوير المؤسسات العاملة في هذا المجال وتوفير الموارد البشرية والمالية والتنسيق بين الشركاء العاملين في المجال الحكومي وغير الحكومي وتطبيق نظام الأسر البديلة والكفلاء من رجال الأعمال في المؤسسات المغلقة وشبه المغلقة‏,‏ ومراجعة قوانين الاحوال الشخصية التي تسمح بالطلاق وتعدد الزوجات بلا أي ضوابط وانشاء مدارس علي غرار مدارس ذوي الاعاقات وان يكون في إطار برامجها تأهيل وتعديل سلوك هؤلاء الأطفال والتوسع في مراكز الشباب وتوفير تأمين صحي لهذه الفئة ووجود باحثين مدربين للتعامل مع هؤلاء الأطفال في أماكن وجودهم‏.‏

أما د‏.‏ ماجد عثمان ـ مدير مركز المعلومات ودعم اتحاد القرار بمجلس الوزارة فطالب بضرورة تبني استراتيجية عاجلة تستهدف الي الحد من الفقر‏..‏ والاهتمام بالفئات المهمشة مثل المرأة المعيلة والأطفال‏,‏ وكذلك نشر التعليم بين الاناث والحد من الممارسات الضارة ضد المرأة والقضاء علي الأسباب الجذرية لتفضيل الابناء الذكور وضعف تقديم خدمات الصحة الانجابية وتوعية الشباب والمراهقين بخطورة الممارسات الضارة الشائعة‏,‏ كما اوضح اللواء د‏.‏ عزت الشيشيني الخبير بالمركز الديموجرافي ان كلا من ظاهرتي أطفال الشوارع والهجرة غير الشرعية تحدثان نتيجة للتفكك الأسري والرغبة في الزواج مع قلة الامكانيات والبطالة والرغبة في تحسين المستوي المعيشي‏..‏

وكلتاهما لهما تداعيات امنية خطيرة‏..‏ وقد وصل عدد أطفال الشوارع إلي ما يقرب من‏2,7‏ مليون طفل يتعرضون لمشكلات صحية وجنسية‏.‏ واكد في النهاية ان العشوائيات من أهم افرازات هذه الظاهرة‏,‏ حيث يوجد بها ما يقرب من‏12‏ مليون شخص يعانون الفقر‏.‏

يسلمووووووووو اخى على موضوعك

دمت بود

تقبل مرورى

» ارشادات خاصة بغذاء الطفل فى العام الاول